من وعد قطعناه إلى تقدم أحرزناه - رحلة "واعد"

بقلم إيمان البستكي، رئيس قسم التوطين والعلاقات الحكومية في مجموعة عبد الواحد الرستماني
(محتوى الموقع)

منذ عام 2017، كانت "واعد" -وهي مشتقة من كلمة "وعد" بالعربية- القوة الدافعة وراء إستراتيجية مجموعة عبد الواحد الرستماني في مجال التوطين. فهي ليست مجرد برنامج، بل هي تجسيد لالتزامنا الراسخ بتمكين الكفاءات الوطنية الإماراتية، ورعاية جيل جديد من القادة القادرين على تعزيز ازدهار مؤسستنا ودعم مسيرة التنمية الوطنية. إنها ليست ممارسة شكلية، بل هي وعد حقيقي بتوفير مسارات مهنية هادفة، وفرص نمو مستمرة، وبيئة عمل تُمكِّن كل إماراتي من تحقيق إمكاناته الكاملة.

المسارات العملية للمواهب الناشئة
تبدأ مبادرة "واعد" باستقبال طلاب الجامعات ضمن برامج تدريب عملي، يتم من خلالها توزيعهم على الأقسام التي تتوافق مع تخصصاتهم الأكاديمية. ومن الهندسة إلى التمويل، يكتسب المتدربون خبرة ميدانية تسهم في ربط المعرفة النظرية بالمهارات المؤسسية. في عام 2024 وحده، استضفنا أكثر من 80 برنامج تدريب عملي؛ مما أتاح للشباب الإماراتيين اكتساب مهارات أساسية مرتبطة بالواقع العملي. 

وتكمل هذه الجهود برامجنا في التدريب المهني والتدريب الصيفي، التي تتيح لخريجي المدارس وطلاب الجامعات فرصة للانخراط المباشر في عملياتنا. تُسهم هذه البرامج القصيرة المدى في تهيئة مسارات سلسة للانتقال من التعليم إلى التوظيف.

تأهيل الكفاءات المهنية الواعدة
يهدف برنامجنا التدريبي للخريجين إلى تحويل الخريجين ذوي المستقبل الواعد إلى محترفين مكتملي المهارات والخبرات والمعارف. على مدار رحلة تدريبية تمتد طوال اثني عشر شهراً، يخوض المتدربون تجربة عملية شاملة تشمل التنقل بين الوظائف الأساسية، وحضور ورش عمل متخصصة، والحصول على توجيه وتدريب ميداني مباشر. وفي نهاية العام، ينضم كل مشارك إلى وظيفة دائمة بمسمى وظيفي جديد وراتب تنافسي. في عام 2024، أتم أكثر من 20 خريجاً هذه التجربة الغامرة وأصبحوا اليوم من قادة المستقبل في مجموعة عبد الواحد الرستماني.

التطوير المستمر والتقدير
بمجرد انضمام موظفينا الإماراتيين إلى فريق العمل، يستفيدون من برامج التعلُّم والتطوير المستمرة التي تشمل مبادرات ودورات تدريبية متقدمة. في العام الماضي وحده، تم تنفيذ أكثر من 300 ساعة من التدريب المتخصصعبر الإنترنت والحضور الشخصي، بهدف تنمية المهارات القيادية والتجارية والفنية. ومن خلال ورش العمل المُصممة خصيصاً والفصول الرقمية المتقدمة، نسعى إلى تأهيل كوادرنا الإماراتية لتولي المناصب القيادية في المستقبل. نُكرم التميُّز من خلال جوائز "واعد" السنوية، التي تحتفي بالأفراد المبدعين الذين أسهمت ابتكاراتهم وإنجازاتهم في وضع معايير جديدة على مستوى المجموعة.

يأتي في صميم برنامج "واعد" لجنة "واعد"، وهي مؤلفة من فريق وطني متعدد التخصصات من الكفاءات الإماراتية يتولى تصميم وتنفيذ المبادرات المختلفة. ويضمن التزامهم اتساق جميع الأنشطة مع أهدافنا الإستراتيجية ومع تطلعات المواهب الوطنية؛ مما يعزز أصالة البرنامج واستدامة أثره.

نجاح جماعي

تروي الأرقام جزءاً من القصة. فاليوم، يقدم أكثر من 200 مواطن ومواطنة إماراتيين أداءً ملحوظاً في مختلف أقسامنا، مع انضمام ما بين 40 و50 كادراً جديداً سنوياً، وتكريم أكثر من 10 فائزين بجوائز "واعد" كل عام. ومع ذلك، فإن القيمة الحقيقية تكمن في الرحلات الفردية: ذلك الخريج الشاب الذي قاد مشروعاً رئيسياً، والمتدرب الذي أسهمت أفكاره المبتكرة في تطوير عملياتنا، والمسؤول التنفيذي الإماراتي الكبير الذي أصبح اليوم يوجه الجيل القادم من القادة.

واعد، ممارسة تقود إلى التقدم. وعد يتحقق في كل مرة يكتشف فيها شاب إماراتي إمكاناته، وكل مرة تُحدث فيها رؤية متدرب دفعة نحو الابتكار، وكل مرة تعتزم فيها لجنة "واعد" بتطوير البرنامج وتحسينه. معاً، نبني الجيل القادم من القادة الذين يجسدون رؤية دولة الإمارات للنمو المستدام، والابتكار، والازدهار المشترك. ومع تطلعنا إلى المستقبل، يظل "واعد" نجمنا الهادي، ووعدنا الصادق الذي يدفعنا نحو الأمام بثقة وجرأة.