بناء أعمال هادفة تدوم لأجيال
بقلم: ماهيش روهرا، رئيس الإستراتيجية وتطوير الأعمال

في المشهد المُتغيِّر للاقتصاد العالمي اليوم، يناشد العالم الشركات أكثر من أي وقت مضى للإسهام الفعال في خدمة المجتمع جنباً إلى جنب مع تحقيق النجاح التجاري. في مجموعة عبد الواحد الرستماني، نعتنق هذا النهج المزدوج الذي يتجسد في رؤية 2030، وهي إطار إستراتيجي طموح يوجه مسيرتنا نحو مستقبل لا نكون فيه مجرد مؤسسة مزدهرة فحسب، بل قوة مؤثرة للتغيير الإيجابي.
تجسد رؤيتنا -التي نعبر عنها بعبارة "نبني أعمالاً هادفة لنثري حياة كل جيل نصل إليه"- التزامنا الراسخ بهذا النهج. تعكس هذه العبارة طموحنا وتعهدنا بتحقيق الغاية، وتمثل خارطة طريق شاملة لمسيرتنا نحو المستقبل.
جذور عريقة، وغاية طموحة
تستند رؤية 2030 إلى إرث مجموعة عبد الواحد الرستماني العريق، الذي تأسس على قيم النزاهة والابتكار الراسخة. على مدى أجيال، انطلقت مسيرة أعمالنا العائلية مدفوعة برغبة أصيلة في إحداث أثر بنَّاء، وقد جاءت هذه الرؤية الجديدة للاحتفاء بهذا الإرث العريق ولتمهد الطريق في الوقت نفسه نحو مستقبل مزدهر. نعمل على بناء مؤسسة تتسم بالقوة والقدرة على الصمود والتكيُّف، وصُممت لتزدهر وتحيا لأجيال عديدة.
ركائزنا الإستراتيجية الستة
تمثل أولوياتنا الإستراتيجية الستة حجر الأساس لجهودنا الرامية إلى تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية 2030، وهي على النحو التالي:
الشراكات الإستراتيجية: نؤمن إيماناً راسخاً بأهمية التعاون وما ينطوي عليه من قوة هائلة للتغيير. ونركز على بناء شراكات قوية ومستدامة تقوم على الثقة والقيمة المتبادلة، ونعمل يداً بيد لتحقيق أهدافنا المشتركة. ومن أبرز الأمثلة التي تبرهن على هذا الالتزام إطلاق ثلاث علامات تجارية جديدة للسيارات في سوق دولة الإمارات عام 2024 وهي: شيري، وزيكر، وسمارت. وقد أسهمت هذه التحالفات الإستراتيجية في تقديم تكنولوجيا مبتكرة وزيادة الخيارات المتاحة للمستهلكين، وفي الوقت نفسه عززت مكانتنا كطرف من أهم الأطراف الفاعلة في قطاع السيارات.
- ابتكارات تُحدِث تحولاً جذرياً: نحن لا نتردد في تحدي المألوف وكسر الأنماط التقليدية. نعتمد نهج الابتكار التحويلي بجرأة، لنقدم نماذج أعمال جديدة ولنعيد تعريف معايير الصناعة. وانطلاقاً من هذا الالتزام، شهد عام 2024 استثمارات كبيرة في مبادرات تجربة العملاء بهدف الارتقاء برحلة العميل بأكملها وتجاوز كل التوقعات.
- تمكين المواهب: موظفونا هم أثمن مواردنا. لذلك نضع الاستثمار في تطوير مهاراتهم في صميم أولوياتنا، كما نسعى إلى رعاية المواهب وترسيخ ثقافة الأداء المتميز؛ ليتمكن كل فرد من تحقيق أقصى إمكاناته. وتجسد مبادرات مثل برنامج تمكين القادة الصاعدين (FELP) وبرنامج AWR Transform، شراكتنا المستمرة مع دار نشر هارفارد للأعمال والتعليم المؤسسي، هذا الالتزام الراسخ بتطوير القيادات ومهارات موظفينا.
- التحوُّل الرقمي: وفي إطار سعينا الدائم نحو أفضل التقنيات، نسخر قوة التكنولوجيا والابتكار والبيانات لتعزيز الكفاءة والإنتاجية وتحسين القيمة المقدمة لعملائنا. ومن أبرز ثمار هذا الالتزام شراكتنا الإستراتيجية مع شركة "كي لوب" التي تهدف إلى الانتقال من أنظمة تخطيط موارد المؤسسة التقليدية والمعقدة إلى منصات أكثر مرونة وجاهزية للمستقبل.
- تأثير مستدام: ندرك تماماً دورنا بوصفنا حماة المستقبل، الذي يحتم علينا العمل بجد لتقليل بصمتنا البيئية وزيادة تأثيرنا الاجتماعي، مع السعي إلى الحفاظ على كوكب صحي ومجتمعات مزدهرة من أجل الأجيال القادمة. وقد بذلنا جهوداً كبيرة بالفعل في مختلف قطاعات أعمالنا، كما خططنا للمزيد من المبادرات خلال هذا العام بالتزامن مع اعتماد إستراتيجيتنا للممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
- نمو متمركز حول العميل: نبذل قصارى جهدنا لتوقع احتياجات عملائنا قبل ظهورها. ويشمل ذلك بناء فهم عميق لتوقعاتهم؛ مما يمكننا من تقديم تجارب استثنائية تعزز علاقات طويلة الأمد مع عملائنا. تمكننا شراكاتنا التي أبرمناها العام الماضي مع شركتي "كي لوب" و"كوالتريكس" من الوصول إلى بيانات ورؤى أعمق؛ مما يعزز قدرتنا على توقع احتياجات العملاء وتقديم تجارب استثنائية بحق.
التزام مشترك تجاه المستقبل
إن خارطة الطريق لرؤية 2030 التي وضعتها مجموعة عبد الواحد الرستماني ليست إستراتيجية مؤسسية تقليدية فحسب، بل هي التزام مشترك بصياغة ملامح المشهد التجاري لأعوام عديدة. توافقاً مع أهداف التحوُّل الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، تمثل هذه المرحلة فصلاً حيوياً لمجموعة عبد الواحد الرستماني؛ حيث يتركز كل جانب من جوانب مؤسستنا على تحقيق نمو مستدام وإحداث تأثير إيجابي دائم للأجيال القادمة. نبني منظومة أعمال لا تكتفي بالازدهار، بل تسهم جوهرياً في إثراء حياة كل جيل تصل إليه، بما يتوافق مع مسيرة الإمارات نحو مستقبل مشرق.
